جنازة لم يرد احد حملها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..... اللهم صلى على سيدنا محمد و على آل محمد عدد كل شئ و ملأ كل شئ ....

يحكى أن رجلاً من المنهمكين فى الفساد مات فى نواحى البصرة ، فلم تجد امرأته من يعينها على حمل جنازته ، إذ لم يَدْرِ بها أحد من جيرانه لكثرة فسقه ، فأستجرت حمالين ، وحملت إلى المصلى ، فما صلى عليه أحد ، فحملتها للصحراء للدفن فكان على جبل قريب من الموضع زاهد من الزهاد الكبار ، فرأته كالمنتظر للجنازة ، ثم قصد أن يصلى عليها فانتشر الخبر فى البلد بأن الزاهد نزل ليصلى على فلان فخرج أهل البلد ، فصلى الزاهد و صلوا عليه ، و تعجب الناس من صلاة الزاهد عليه .

فقال قيل لى فى المنام انزل إلى موضع فلان ترى فى جنازة ليس معها أحد إلا امرأة فصلِّ عليه إنه مغفور له ، فزاد تعجب الناس فاستدعى الزاهد امرأته ، و سألها عن حاله ، و إنه كيف كانت سيرته ، فقالت : كما عرف ، كان طول نهاره فى الماخور مشغولاً بشرب الخمر ، فقال انظرى هل تعرفين شيئاً من أعمال الخير ؟ قالت : نعم ، ثلاثة أشياء :

كان كل يوم يفيق من سكره وقت الصبح يبدل ثيابه و يتوضأ ، و يصلى الصبح فى جماعة ، ثم يعود إلى الماخور ، و يشتغل بالفسق .

و الثانى : إنه كان أبداً لا يخلو بيته من يتيم أو يتيمين ، و كان إحسانه إليهم أكثر من إحسانه لأولاده ، و كان شديد التفقد لهم .

و الثالث : إنه كان يفيق فى أثناء سكره فى ظلام الليل فيبكى و يقول : يا رب أى زاوية من زوايا جهنم تريد أن تملأها بهذا الخبيث ؟ يعنى نفسه ،
فانصرف الزاهد و قد ارتفع إشكاله من أمره .